البلد (تفصیلی) - الصفحه 18

والمآوي لعابري السبيل ، وإطفاء الحرائق ، واستضافة المسافرين ، والدعاء لأبناء بلدهم ۱ .

سادساً . المدن الممدوحة والمذمومة

أشادت الروايات في الفصل السادس من هذا الباب ، بعدد من المدن ؛ مثل : مكّة ، والمدينة ، والكوفة وقم ، وورد في الفصل السابع ذمّ بعض المدن ؛ مثل : مصر ، والبصرة وأصفهان ، وسنتوقف في هذا المجال عند ملاحظتين :
الملاحظة الاُولى : إنّ أكثر الروايات الوارده في مدح المدن أو ذمّها ضعيفة سندا ، ولهذا لا يمكن نسبتها لأهل البيت عليهم السلام إذا لم تتوفّر القرائن الدالّة على صدورها عنهم .
الملاحظة الثانية : إن حُسن الأمكنة أو سوءها ، هما كالأزمنة ليسا ذاتيّين ، بل لارتباطها بالأحداث التي تقع فيها ، أو الناس الذين يعيشون فيها .
وقد نقل الشيخ الصدوق عن الريّان بن الصلت أنّ الإمام الرضا عليه السلام أنشد الأبيات التالية نقلاً عن عبد المطلب :

يَعِيبُ الناسُ كُلُّهُمُ زَماناوما لِزَمانِنا عَيبٌ سِوانا
نَعِيبُ زَمانَنا وَالعَيبُ فِيناولو نَطَقَ الزَّمانُ بِنا هَجانا .۲
وبناءً على ذلك ، فإنّ مدح مدينة أو ذمّها ليسا مطلقين ، بل يرتبطان بالناس الذين يعيشون فيها ، ولذلك نرى أنّ بعض الروايات ذمّت مصر ، أو الشام ، أو الكوفة فيما مدحتها بعض الروايات الاُخرى ۳ ، ولا يوجد تعارض بين هذا النوع من الروايات ، بل إنّ كلّاً منها ناظر لعصر وزمان خاصٍّ من تاريخ هذه البلدان .

1.راجع : ص ۱۸۳ (الفصل الرابع : واجبات المسلمين تجاه بلدهم) .

2.عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج ۲ ص ۱۷۷ ح ۵ ، الأمالى للصدوق : ص ۲۴۳ ح ۲۶۰ كلاهما عن الريان بن الصلت .

3.راجع : ص ۲۰۱ (الفصل السادس: البلاد المحمودة) و ص ۲۱۹ (الفصل السابع: البلاد المذمومة) .

الصفحه من 74