البلد (تفصیلی) - الصفحه 15

كي يستخدمه المساكين الذين لا مأوى لهم كمأوى وملجأ يلجؤون إليه ، وكان هذا القسم يسمى ب«الصُفَّة» ، حيث يقول ابن حجر في هذا المجال :
الصُّفَّةُ مَكانٌ في مُؤَخَّرِ المَسجِدِ النَّبَوِيِّ ، مُظَلَّلٌ اُعِدَّ لنزول الغرباء فيه ، ممّن لا مأوى له ولا أهلَ ، وكانوا يَكثُرونَ فيه ويَقِلّون بحسب من يتزوَّج منهم أو يموت ، أو يسافر . ۱
لا شكّ في أنّ هذا الإجراء كان يؤمّن الدعم والرعاية لعموم المسلمين ، وكان يُسهم في إصلاح اُمور المساكين خلال فترة قصيرة .
ويمكننا أن نستنبط من هذا العمل الحكيم سياسةً اُخرى في تخطيط المدن الإسلاميّة ؛ وهي أنّ من المناسب تخصيص أماكن للعجزة والمساكين إلى جوار المساجد من أجل ألّا يغفل الناس عن الاهتمام باُمور المحرومين والفقراء ، وبهدف استقطاب مساعدات ودعم أبناء المجتمع لإنهاء مظاهر الحرمان الاجتماعي ۲ .

ح ـ المضايف في المدن

الملاحظة الطريفة الاُخرى التي نلاحظها في سيرة تخطيط المدن في عهد النبي صلى الله عليه و آله هي بناء موضع في المدينة باسم «المضيف» ۳ .
وقد نقل في رواية عن النبي صلى الله عليه و آله قوله :
إذا دَخَلَ رَجُلٌ بَلدَةً ، فَهُوَ ضَيفٌ عَلى مَن بِها مِن إخوانِهِ وأَهلِ دينِهِ حَتّى يَرحَلَ عَنهُم . ۴

1.وفاء الوفاء : ج ۲ ص ۴۵۳ ، فتح الباري : ج ۶ ص ۴۳۶ .

2.لاحظت خلال سفري إلى الهند ، وجود مواقع لهؤلاء الأشخاص إلى جوار معابد السيخ .

3.راجع : تخطيط المدن في الإسلام : ص ۱۷۶ نقلاً عن التراتيب الإدارية : ج ۱ ص ۴۴۵ و ۴۴۶ .

4.راجع : ص ۱۸۱ ح ۱۰۳۲۳.

الصفحه من 74