البسملة (تفصیلی) - الصفحه 8

7. فضيلة تعليم «بسم اللّه »

إنّ عظمة هذا الذكر ودوره في بناء النفس وتقويمها تستوجب أن يتمتع تعليمه بفضيلة بالغة الأهمية ، لذلك فليس من العجب أن يُروى عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :
إنَّ المُعَلِّمَ إذا قالَ لِلصَّبِيِّ : قُل : «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ» ، فَقالَ الصَّبِيُّ : «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ» ، كَتَبَ اللّه ُ بَراءَةً لِلصَّبِيِّ ، وبَراءَةً لِلمُعَلِّمِ ، وبَراءَةً لِأَبَوَيهِ مِنَ النّارِ . ۱

8 . بركات ذكر «بسم اللّه »

كما أنّ ذكر «بسم اللّه » في بداية كل عمل هو علامة عبودية الذاكر للّه ، فإنّه يدلّ أيضا على صبغة العمل الإلهيّة ، بمعنى أنّ هذا الذكر يوجّه العمل باتّجاه الأهداف التي يرتضيها اللّه سبحانه ، لذلك فإنّ العمل الذي يبدأ ب «بسم اللّه » يكتسب الصبغة الإلهيّة ، وبما أن اللّه ـ تعالى ـ هو الباقي ومصدر البركات ، فإنّ ذلك العمل سيكون باقيا وسيكون منشأ البركة والفائدة ، كما جاء في الحديث القدسي :
إذا قالَ العَبدُ : «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ» قالَ اللّه ُ جَلَّ جَلالُهُ : بَدَأَ عَبدي بِاسمي ، وحَقٌّ عَلَيَّ أن اُتَمِّمَ لَهُ اُمورَهُ ، واُبارِكَ لَهُ في أحوالِهِ ... . ۲
على هذا الأساس ، فإنّ ما جاء في الفصل الرابع في بيان خواصّ «بسم اللّه » ؛ مثل الاستعاذة ، والعلاج ، وإجابة الدعاء ، وتسبيح الجبال مع الذاكر ، وحقارة الشيطان ، والتحصّن من الأشرار ، والأمان من الغرق ، ودفع الخوف والبلاء ، وثقل ميزان العمل ، والخلاص من نار جهنم ، كلّ هذه الاُمور هي في الحقيقية بيان وتفصيل لبركات هذا الذكر المبارك .
فحَرِيٌّ بنا أن نلتفت إلى أنّ هذه البركات لا يمكن أن تتحقّق إلّا إذا أتى الذاكر بهذا الذكر بصدق ، وكلّما زاد صدقه في نطق هذا الذكر زاد نصيبه من بركاته .

1.تفسير القرطبي : ج ۱ ص ۳۳۶ ، الكشف والبيان (تفسير الثعلبي) : ج ۱ ص ۹۱ ؛ مجمع البيان : ج ۱ ص ۹۰ عن ابن عبّاس ، جامع الأخبار : ص ۱۱۹ ح ۲۱۴ ، بحار الأنوار : ج ۹۲ ص ۲۵۷ ح ۵۲ .

2.راجع : ص ۱۳۰ ح ۹۰۰۷.

الصفحه من 72