البحر (تفصیلی) - الصفحه 4

بَحِيرَةٍ » 1 وذلِكَ ما كانوا يَجعَلونَهُ بِالنّاقَةِ إذا وَلَدَت عَشَرَةَ أبطُنٍ شَقّوا اُذُنَها فَيُسَيِّبونَها ، فَلا تُركَبُ ولا يُحمَلُ عَلَيها . وسَمّوا كُلَّ مُتَوَسِّعٍ في شَيءٍ بَحرا ، حَتّى قالوا : فَرَسٌ بَحرٌ بِاعتِبارِ سَعَةِ جَريِهِ . وقالَ عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ في فَرَسٍ رَكِبَهُ : «وَجَدتُهُ بَحرا» ، ولِلمُتَوَسِّعِ في عِلمِهِ بَحرٌ ، وقَد تَبَحَّرَ : أي تَوَسَّعَ في كَذا ، وَالتَّبَحُّرُ فِي العِلمِ التَّوَسُّعُ . 2
وعلى أيّ حال فإنّ كلمة «البحر» تستعمل في اللغة العربية في مقابل البَرّ أيضاً ، وكلّ ما كان واسعاً ومنبسطاً .

«البحر» في الكتاب والسنة

استعملت كلمة «البحر» في القرآن الكريم إحدى وأربعين مرّة مفردة ومثنّاة وجمعاً في مقابل البرّ ، أو لوحدها ، ولكنّها تستخدم في الأحاديث الإسلامية في أنواع الأشياء الواسعة والعميقة ، مثل «بحر العلم» ، «بحر النور» ، «بحر الحياة» ، «بحر الرضا» . ۳
ونظراً إلى خطورة الرحلات البحرية في العصور القديمة ، فقد شبّهت الأعمال الخطيرة بالأسفار البحرية ، مثل : إبداء الرأي حول القرآن دون الاستضاءة بإرشادات النبي صلى الله عليه و آله وأهل بيته عليهم السلام ، ومصاحبة الأشرار ، والتقرّب من سلاطين الجور عند اضطراب الاُمور عليهم . ۴
والملاحظة المهمّة التي تستحقّ التأمّل هو أنّ البحر ـ الذي يقابل البرّ ـ يمثّل إحدى أكبر آيات وجود اللّه وأدلّته في منظار النصوص الإسلامية ، فالبحر يطيع

1.المائدة : ۱۰۳ .

2.مفردات ألفاظ القرآن : ص ۱۰۸ «بحر» .

3.راجع : ص ۱۰۱ (الفصل الخامس : التمثيل بالبحر للتعظيم) .

4.راجع : ص ۱۱۱ (الفصل السابع : التمثيل براكب البحر) .

الصفحه من 40