الأمة (تفصیلی) - الصفحه 9

شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ» . 1 وعليه فإنّ الضعف المترائي في الروايات الواردة بشأن تفضيل الاُمّة الإسلاميّة غير مؤثّر في قبولها ما دامت متّفقة المضمون إجمالاً مع صريح القرآن الكريم .

ب ـ هل الفضل ثابت لمطلق الاُمّة ؟

السؤال الثاني عن إطلاق الفضل الوارد في الآيات والروايات بشأن الاُمّة ، هل هو لجميع أجيالها ومقاطعها على طول التأريخ ، أو اختصاصه بجيل أو مرحلة تأريخيّة معيّنة من تأريخ الإسلام ؟
إنّ ممّا لا شكّ فيه أنّ هذه الفضائل هي ثابتة للأوفياء للقيم الإسلاميّة ومُثُله ؛ لذا فإنّ القرآن الكريم بعد أن يُطري على الاُمّة الإسلاميّة وأنّها أفضل الاُمم ، يصفها مباشرة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فيقول : «كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ» . ۲
وتعتبر مسألة العدالة الاجتماعيّة ـ من وجهة نظر قرآنيّة ـ أوّل مطلب في فلسفة بعثة الأنبياء جميعا ، ۳ لذا فإنّها على رأس قائمة الصالحات التي أمر اللّه بها في هذه الآية : «إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ الْاءِحْسَانِ وَ إِيتَاىءِ ذِى الْقُرْبَى وَ يَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَ الْبَغْىِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ»۴ . عليه ، فإنّ أوّل ما يشترط في انطباق وصف الاُمّة الإسلاميّة على أيّ مجتمع هو مقدار التزامه بالقيم والمبادئ الدينيّة ، وعلى رأسها العدالة الاجتماعية . فكلّ اُمّة تتوفّر على هذه الخصائص تستحقّ جميع الفضائل الواردة في القرآن والسنّة بهذا الشأن .

1.البقرة : ۱۴۳ .

2.آل عمران : ۱۱۰ .

3.«لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَ أَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَ الْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ» الحديد : ۲۵ .

4.النحل : ۹۰ .

الصفحه من 171