اللّه عز و جل (تفصیلی) - الصفحه 21

1 . معرفة اللّه عز و جل عن طريق الآثار

يعرِّف اللّه الخالق الحكيم القدير الإنسان بنفسه من خلال إراءَتِه آثار علمه وقدرته وحكمته في نظام الوجود ، ويشير عدد من الأحاديث إلى هذا التفسير .
إِنَّما عَرَّفَ اللّهُ ـ جَلَّ وعَزَّ ـ نَفسَهُ إِلى خَلقِهِ بِالكَلامِ وَالدَّلالاتِ عَلَيهِ وَالأَعلامِ . ۱

2 . معرفة اللّه عز و جل عن طريق التنزيه والتقديس

تنزيه الخالق سبحانه وتقديسه عن مشابهة المخلوقات ، هو التفسير الثاني لمعرفة اللّه باللّه . قال المحدّث الأقدم الشيخ الكلينيّ قدس سره في تبيان هذا التفسير :
إنّ اللّه خلق الأَشخاص والأَنوار والجواهر والأَعيان ؛ فالأَعيان : الأَبدان ، والجواهر : الأرواح . وهو ـ جلّ وعزّ ـ لا يشبه جسما ولا روحا ، وليس لأَحد في خلق الروح الحسّاس الدرّاك أَمر ولا سبب ، هو المتفرّد بخلق الأَرواح والأَجسام ، فإذا نفى عنه الشبهين ؛ شبه الأَبدان وشبه الأَرواح ، فقد عرف اللّه باللّه ، وإذا شبّهه بالروح أو البدن أو النور فلم يعرف اللّه باللّه ۲ .
وقال صدر الدِّين الشيرازيّ قدس سره في معرفة اللّه باللّه عن طريق التنزيه والتقديس :
وهو أن يستدلّ أَوّلاً بوجود الأَشياء على وجود ذاته ، ثمّ يعرف ذاته بنفي المثل والشبه عنه . . . فإذا نفى عنه ما عداه وسلب عنه شبه ما سواه ، سواء كانت أبدانا أو أرواحا ، فعرف أنّه منزّه عن أن يوصف بشيء غير ذاته . . . فمن عرف اللّه بأنّه لا يشبه شيئا من الأَشياء ولا يشبهه شيء ، فقد عرف اللّه باللّه لا بغيره . ۳
وجاء هذا التفسير أيضا في عدد من الأحاديث كقول أمير المؤمنين عليه السلام في جواب من سأله: كيف عرّفك نفسه؟

1.راجع: ص ۲۹۵ ح ۳۱۰۰ .

2.الكافي : ج ۱ ص ۸۵ ح ۱ .

3.شرح اُصول الكافي : ج ۳ ص ۶۱ .

الصفحه من 247