اللّه عز و جل (تفصیلی) - الصفحه 178

بِرُبوبِيَّتِهِ ، وأَخذُهُ مِيثاقَهُم بِمَعرِفَتِهِ ، وإِنزالُهُ عَلَيهِم كِتابا فيهِ شِفاءٌ لِما فِي الصُّدورِ ، مِن أَمراضِ الخَواطِرِ ومُشتَبَهاتِ الأُمورِ ، ولَم يَدَع لَهُم ولا لِشَيءٍ مِن خَلقِهِ حاجَةً إِلى مَن سِواهُ ، وَاستَغنى عَنهُم ، وكانَ اللّهُ غَنِيّا حَميدا .
ولَعَمري ما أُتِيَ الجُهّالُ مِن قِبَلِ رَبِّهِم وإِنَّهُم لَيَرَونَ الدَّلالاتِ الواضِحاتِ ، وَالعَلاماتِ البَيِّناتِ في خَلقِهِم ، وما يُعايِنونَ مِن مَلَكوتِ السَّماواتِ وَالأَرضِ ، وَالصُّنعِ العَجيبِ المُتقَنِ الدَّالِّ عَلَى الصَّانِعِ ، وَلكِنَّهُم قَومٌ فَتَحوا عَلى أَنفُسِهِم أَبوابَ المَعاصي ، وسَهَّلوا لَها سَبيلَ الشَّهَواتِ ، فَغَلَبَتِ الأَهواءُ عَلى قُلوبِهِم ، وَاستَحوَذَ الشَّيطانُ بِظُلمِهِم عَلَيهِم ، وكَذلِكَ يَطبَعُ اللّهُ عَلى قُلوبِ المُعتَدينَ . ۱

۳۳۶۲.الإمام الرضا عليه السلامـ لَمّا سَأَلَهُ رَجُلٌ مِنَ الزَّنادِقَةِ : عن سبب احتجاب الباري عز و جل ـ :إِنَّ الحِجابَ عَلَى الخَلقِ لِكَثرَةِ ذُنوبِهِم ، فَأَمّا هُوَ فَلا يَخفى عَلَيهِ خافِيَةٌ في آناءِ اللَّيلِ وَالنَّهارِ . ۲

10 / 2

الظُّلْمُ

الكتاب

«بَلْ هُوَ ءَايَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِى صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ وَ مَا يَجْحَدُ بِايَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ » . ۳

«وَجَحَدُواْ بِهَا وَ اسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَ عُلُوًّا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ » . ۴

«قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِى يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِايَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ » . ۵

1.بحار الأنوار : ج ۳ ص ۱۵۲ نقلاً عن رسالة الاهليلجة .

2.عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج ۱ ص ۱۳۲ ح ۲۸ ، التوحيد : ص ۲۵۲ ح ۳ ، علل الشرائع : ص ۱۱۹ ح ۱ كلّها عن محمّد بن عبد اللّه الخراساني خادم الإمام الرضا عليه السلام ، بحار الأنوار : ج ۳ ص ۱۵ ح ۱ .

3.العنكبوت : ۴۹ .

4.النمل : ۱۴ .

5.الأنعام : ۳۳ .

الصفحه من 247