اللّه عز و جل (تفصیلی) - الصفحه 112

أقرب ، فروي عن الإمام أميرالمؤمنين عليه السلام قوله :
مَن أخلَصَ للّهِِ أربَعينَ صَباحا ، يَأكُلُ الحَلالَ ، صائِما نهارَهُ ، قائِما لَيلَهُ ، أجرَى اللّهُ سُبحانَهُ يَنابيعَ الحِكمَةِ مِن قَلبِهِ عَلى لِسانِهِ . ۱

ثالثا : ولاية أهل البيت عليهم السلام

طريق التوحيد والسلوك إلى المعرفة الشهوديّة والكمال المطلق هو طريق صعب مستصعَب ، وفيه قُطّاع طرقٍ كثيرون ، فالسير فيه من دون توجيه وإرشاد ومؤازرة من القادة الربّانيّين الذين بلغوا الغاية وعُصموا من الزلل ـ وهم رسول اللّه صلى الله عليه و آله وأهل بيته عليهم السلام ـ عمل خطير ، بل غير ممكن . وفي هذا المجال ينبغي الالتفات إلى ثلاث نقاط وهي ، كما يأتي :

1 . تأثير أَهل البيت عليهم السلام في معرفة اللّه عز و جل

إنّ أهل البيت ـ كما في الأحاديث السالفة ـ أبواب معرفة اللّه ، وسبل الوصول إلى رضوانه ، أي إنّهم وحدهم المحيطون بالمعارف الإسلاميّة الأصيلة ، وهم الذين يستطيعون أن يعرّفوا الناس بخالقهم الحقيقيّ ، ويهدونهم حتّى بلوغ أسمى مراتب التوحيد على أساس تعاليم الوحي ، كما نخاطبهم بذلك في الزيارة الجامعة الكبيرة المرويّة عن الإمام الهادي عليه السلام :
بِمُوالاتِكُم عَلَّمَنَا اللّهُ مَعالِمَ دينِنا . ۲

2 . دور أَهل البيت عليهم السلام في الهداية الباطنيّة للإنسان

إنّ دراسة دقيقة للنصوص الإسلاميّة المأثورة في شأن الإمامة والقيادة ، تدلّ على

1.مسند زيد : ص ۳۸۴ عن الإمام زين العابدين عن أبيه عليهماالسلام .

2.تهذيب الأحكام : ج ۶ ص ۱۰۰ ح ۱۷۷ ؛ كتاب من لا يحضره الفقيه : ج ۲ ص ۶۱۶ ح ۳۲۱۳ كلاهما عن موسى بن عبداللّه النخعي .

الصفحه من 247