2 . منهج الإسلام في تأليف القُلوب
إنّ تأليف القلوب ـ وبالخصوص المتنافرة ـ عمل فيه مشقّة ما بعدها مشقّة ، وقد يُصبح أحيانا متعذّرا ، لذا فإنّ الإمام عليّا عليه السلام يقول في هذا الصّدد :
إزالَةُ الرَّواسي أسهَلُ مِن تَأليفِ القُلوبِ المُتَنافِرَةِ . ۱
والمنهج الإسلامي يتّجه في تأليف القلوب إلى إزالة موانع الاُلفة في المرحلة الاُولى ، ثمّ توفير الأجواء اللَازمة لتحقّقها في المرحلة التالية :
أ ـ مكافحة الموانع
موانع الاُلفة هي ذاتها موانع المحبّة والاُخوّة ؛ كالحسد ، والحقد ، والكِبْر ، وسوء الخُلُق ، وذكر عيوب الآخرين و ... ۲ .
إنّ هذه الموانع ذات جذور تمتدّ إلى دائرة وساوس الشيطان والأهواء النفسيّة في الإنسان ، وقد تنشأ عن الجهل وسوء التدبير ، كما روي في مسألة زواج الصغار :
إذا زُوِّجوا وهُم صِغارٌ لَم يَكادوا يَتَأَلَّفوا . ۳
ولمكافحة الموانع ، قرّر الإسلام حظر كلّ ما يحول دون الاُلفة والمحبّة ، أو يؤدّي إلى البغضاء والعداوة والفرقة . وإذا اتّفق أن انقطع حبل الاُلفة بين مسلمَينِ لسبب من الأسباب ، فلا يحقّ لهما أن يتهاجرا أكثر من ثلاثة أيّام ۴ ، فالإسلام فرض عليهما العودة ، لقول الرسول صلى الله عليه و آله :
لا هِجرَةَ فَوقَ ثَلاثٍ . ۵
1.راجع : ص ۲۶۳ ح ۳۰۲۴.
2.راجع : المحبّة في الكتاب والسنّة : ص ۸۵ (موانع المحبّة) .
3.راجع : ص ۲۷۸ ح ۳۰۷۴.
4.راجع : المحبّة في الكتاب والسنّة : ص ۴۶ (النهي عن الهجران فوق ثلاثة أيّام) .
5.الكافي : ج ۲ ص ۳۴۴ ح ۲ عن هشام بن الحكم عن الإمام الصادق عليه السلام .