الأکل (تفصیلی) - الصفحه 156

۳۰۰۰.المحاسن عن محمّد بن المثنّى الحضرميّ أو غيره رفعه، قال :إذا آكَلتَ أحَدا فَأَرَدتَ أن تَقرُنَ ، فَأَعلِمهُ بِذلِكَ . ۱

بيان

قال ابن الأثير في النهاية : ومنه الحديث : «أنَّهُ نَهى عَنِ القِرانِ ، إِلَا أَن يَستَأذِنَ أَحَدُكُم صاحِبَهُ» ، ويروى «الإقران» والأوّل أصحّ ؛ وهو أن يقرن بين التمرتين في الأكل . وإنّما نُهي عنه ؛ لأنّ فيه شَرها ، وذلك يُزري بصاحبه ، أو لأنّ فيه غبنا برفيقه .
وقيل : إنّما نُهي عنه ؛ لما كانوا فيه من شدّة العيش وقلّة الطعام ، وكانوا مع هذا يواسون من القليل ، فإذا اجتمعوا على الأكل آثر بعضهم بعضا على نفسه . وقد يكون في القوم من قد اشتدّ جوعه ، فربّما قرن بين التمرتين ، أو عظّم اللقمة ، فأرشدهم إلى الإذن فيه ؛ لِتَطيبَ به أنفس الباقين .
ومنه حديث جبلة ، قال : «كُنَّا بِالمَدينَةِ في بَعثِ العِراقِ ، فَكانَ ابنُ الزُّبَيرِ يَرزُقُنَا التّمرَ ، وَكانَ ابنُ عُمَرَ يَمُرُّ فَيقولُ : لَا تُقارِنوا إِلَا أَن يَستَأذِنَ الرَجُلُ أَخَاهُ» . هذا لأجل ما فيه من الغبن ، ولأنّ ملكهم فيه سواء . وروي نحوه عن أبي هريرة في أصحاب الصفّة . ۲

1.المحاسن : ج ۲ ص ۲۲۶ ح ۱۶۸۲ ، بحار الأنوار : ج ۶۶ ص ۱۱۸ ح ۳.

2.النهاية : ج ۴ ص ۵۲ «قرن» وراجع : بحار الأنوار : ج ۶۶ ص ۱۲۰ ـ ۱۲۲ .

الصفحه من 156