الأسوة (تفصیلی) - الصفحه 4

بما يحيطه من أفكار وآراء وعقائد ، وسلوك الوالدين والأصدقاء ، ورموز الثقافة والسياسة . ومن هنا كان التأسّي من المكوّنات الأساسيّة في شخصيّة الإنسان ، ومن المؤثّرات الهامّة في سعادته أو شقائه ، لذلك اهتمّ القرآن والحديث بهذا الجانب وبتقديم التوجيهات اللّازمة فيه ، ومنها باختصار :

1 . الدِّقَّة في انتخاب الاُسوة

إنّ المسألة الهامّة في هذا الباب هي : من الذي ينبغي اتّخاذه اُسوة في الحياة؟ وكلَّما كان دور الاُسوة أكبر في الحياة الفرديّة والاجتماعيّة كانت الدقّة في انتخابه أهمّ ، فالقادة الدينيّون لهم الدور الأكبر في تقديم الاُسوة وفي تكوين شخصيّة الأفراد ، وفي الحديث النبويّ :
وإنَّ أئِمَّتَكُم قادَتُكُم إلَى اللّهِ عز و جل ، فَانظُروا بِمَن تَقتَدونَ في دينِكُم وصَلاتِكُم . ۱
وكذلك القادة السياسيّون ، يكون لهم دور كبير في صياغة شخصيّة أبناء المجتمع ، وهو ما أشار إليه الإمام عليٌّ عليه السلام بقوله :
النّاسُ بِاُمَرائِهِم أشبَهُ مِنهُم بِآبائِهِم . ۲
لذلك كانت الدقَّة في انتخاب القادة الدينيّين والسياسيّين على درجة كبيرة من الأهميّة والحسّاسيّة .

2 . تعريف الاُسوة الحسنة

إنّ إحدى السبل الهامّة المجرَّبة في تنمية الشخصيّة وازدهار المواهب الإنسانيّة ، هي التعرّف على الرموز البشريّة . إذ إنّ التعرّف على العظماء الطليعيّين في الكمال

1.كمال الدين : ص ۲۲۱ ح ۷ عن أبي الحسن الليثي عن الإمام الصادق عن آبائه عليهم السلام ، بحار الأنوار : ج ۸۸ ص ۹۹ ح ۷۰ .

2.تحف العقول : ص ۲۰۸ .

الصفحه من 46