التاریخ (تفصیلی) - الصفحه 28

مبدأ التقويم الهجريّ الشمسيّ

بهذا الشكل الّذي أشرنا إليه قد اُقرّ التّاريخ الهجريّ القمريّ في المجتمعات الإسلاميّة ، وكُتب التّاريخ ، وكان إلى جانبه التّاريخ الهجريّ الشمسيّ الذي يَتّخذ من السَّنة الشمسيّة أساسا في تقويمه ؛ لثباتها في تعيين الفصول ، وهو أمر هامّ في شؤون الزِّراعة والخراج ، والعمل على تطابق هذين التّاريخين في الثقافات المختلفة ممّا اهتمّ به الباحثون وقدّموا في ذلك اقتراحاتهم .
إنّ حساب السنة الشمسيّة قبل ظهور التّاريخ الجلالي في سنة 467 ه أو 471 ه ، كان على أساس تقسيم السّنة إلى اثني عشر شهرا ، لكلّ شهر ثلاثون يوما ، فيصبح المجموع 360 يوما ، أمّا الأيّام الخمسة الباقية فكانت تضاف إلى نهاية شهر آبان (ثامنُ الأشهرِ الشمسيّة) أو إسفند (آخرُ الأشهرِ الشمسيّة) فيصبح المجموع 365 يوما ، ويبقى من زمان دورة الشّمس حول الأرض 5 ساعات و 48 دقيقة و 51 / 45 ثانية ، وهذه المدَّة تصبح كلّ أربع سنوات يوما واحدا ، ولم يكن هذا اليوم يُحتسب ، لذلك كان اليوم الأوّل من شهر فروردين (أوّلُ الأشهرِ الشمسيّة) يتغيّر في فصول السَّنة ، وكانت الأشهر الشمسيّة آنئذٍ ـ مثل الأشهر القمريّة ـ تتغيّر في فصول السَّنة ، وهذا يعني أنَّ النيروز (أوّل أيَّام السنة الشمسيّة) لم يكن يصادف بداية شهر فروردين الواقعي (أي بداية نقطة الاعتدال الربيعي) .
وحين تولّى يزدجرد الثالث (آخر الملوك السّاسانيّين) الحكم سنة 632 ميلاديّة ، كان اليوم الأوّل من السنة (أي الأوّل من فروردين في ذلك التّاريخ) في 16 حزيران ، أي السابع من خرداد (ثالث الأشهرِ الشمسيّة) ؛ ذلك لأنَّ اليوم الأوّل من فروردين كان يتأخَّر كلَّ أربع سنوات يوما واحدا .

الصفحه من 80