الأسرة (تفصیلی) - الصفحه 207

أيُّمَا امرَأةٍ خَدَمَت زَوجَها سَبعَةَ أيّامٍ ، غَلَّقَ اللّهُ عَنها سَبعَةَ أبوابِ النّارِ ، وفَتَحَ لَها ثَمانِيَةَ أبوابِ الجَنَّةِ ، تَدخُلُ مِن أينَما شاءَت . ۱
ويعدّ التعاون بين الإمام علي عليه السلام وسيّدة نساء العالمين فاطمة عليه السلام أُنموذجاً جيّداً في هذا المجال للمجتمع الإسلامي . فقد روي عن الإمام الباقر عليه السلام قوله :
تَقاضى عَلِيٌّ وفاطِمَةُ عليهماالسلام إلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله فِي الخِدمَةِ ، فَقَضى عَلى فاطِمَةَ بِخِدمَةِ ما دونَ البابِ ، وقَضى عَلى عَلِيٍّ ما خَلفَهُ . فَقالَت فاطِمَةُ : فَلا يَعلَمُ ما داخَلَني مِنَ السُّرورِ إلَا اللّهُ بِإكفائي رَسولُ اللّهِ تَحُمَّلَ رِقابِ الرِّجالِ . ۲
وجاء في روايةٍ أُخرى عنه عليه السلام :
إنَّ فاطِمَةَ عليهاالسلام ضَمِنَت لِعَلِيٍّ عليه السلام عَمَلَ البَيتِ وَالعَجينَ وَالخَبزَ وقَمَّ البَيتِ ، وضَمِنَ لَها عَلِيٌّ عليه السلام ما كانَ خَلفَ البابِ مِن نَقلِ الحَطَبِ وأن يَجيءَ بِالطَّعامِ . ۳
ومن البديهي أنّ هذا التقسيم للعمل ، كان يتطابق مع الظروف الاجتماعية في ذلك العصر . وبناءً على ذلك فإنّ التعاون بين المرأة والرجل يمكن أن يتمّ تنظيمه حسب ظروف حياتهما في كلّ عصر ، بل في كلّ أسرة .

6 . الاحترام المتبادل

يتمثّل العامل السادس لتوثيق الرابطة الأُسرية ، في الاحترام المتبادل بين أفراد العائلة ، ولا يقتصر هذا الواجب الأخلاقي على الأُسرة ، بل إنّ من واجب كلّ مسلم أن يتعامل باحترام مع المسلم الآخر ، بل مع جميع الناس ، إلّا أنّ الاحترام المتبادل بين الزوجة والزوج وبين الوالدين والأولاد ، حظي بتأكيد أكبر دون شكّ ؛ بسبب

1.راجع : ص ۳۶۸ ح ۱۹۳۶.

2.راجع : ص ۳۴۱ ح ۱۸۳۷.

3.راجع : ص ۳۴۲ ح ۱۸۳۸.

الصفحه من 255