الایثار (تفصیلی) - الصفحه 57

الوجه الرابع : إيثار أحد أصحاب النبيّ صلى الله عليه و آله

جاء في مستدرك الحاكم ، عن ابن عمر :
اُهدِيَ لِرَجُلٍ مِن أصحابِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله رَأسُ شاةٍ ، فَقالَ : إنَّ أخي فُلانا وعِيالَهُ أحوَجُ إلى هذا مِنّا . قالَ : فَبَعَثَ إلَيهِ ، فَلَم يَزَل يَبعَثُ بِهِ واحِدا إلى آخَرَ حَتّى تَداوَلَها سَبعَةُ أبياتٍ حَتّى رَجَعَت إلَى الأَوَّلِ ، فَنَزَلَت : «وَ يُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ» إلى آخِرِ الآيَةِ. ۱

الوجه الخامس : إيثار جماعة من شهداء اُحد

كتب مؤلّف تفسير مجمع البيان في بيان شأن نزول الآية ، ما نصّه :
قيل : نزلت في سبعة عطشوا في يوم اُحد فجيء بماء يكفي لأحدهم ، فقال واحد منهم : ناول فلانا حتّى طيف على سبعتهم ، وماتوا ولم يشرب أحد منهم ، فأثنى اللّه سبحانه عليهم . ۲

تحليل الوجوه المذكورة

تنتهي عملية دراسة الوجوه المذكورة حول أسباب نزول آية الإيثار وتحليلها ، إلى أنّ شأن النزول الأصلي الذي يتوافق مع ظاهر القرآن وتدلّ عليه الروايات يتمثّل بإيثار الأنصار في واقعة تقسيم الغنائم التي حصل عليها المسلمون من يهود بني نضير ؛ فقد آثر الأنصار المهاجرين بحصّتهم من تلك الغنيمة وقدّموهم على أنفسهم ، فنزلت الآية تثني عليهم . ولمّا كانت الروايات الدالّة على هذا الوجه

1.المستدرك على الصحيحين : ج ۲ ص ۵۲۶ ح ۳۷۹۹ ، تفسير الآلوسي : ج ۲۸ ص ۵۳ ، تفسير القرطبي : ج ۱۸ ص ۲۵ ، الدرّ المنثور : ج ۸ ص ۱۰۷ ؛ مشكاة الأنوار : ص ۳۳۰ ح ۱۰۵۰ عن أنس ، تنبيه الخواطر : ج ۱ ص ۱۷۳ وليس فيه الآية الشريفة .

2.مجمع البيان : ج ۹ ص ۳۹۱.

الصفحه من 62