المعاد (أشراطُ الساعة) - الصفحه 9

يناسب تفسير قوله: (وإذا البِحارُ سُجِّرَتْ)بامتلاءالبحار.۱

2938 - اِنكِدارُ النُّجومِ‏

الكتاب :

(فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ) .۲

(إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ * وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ) .۳

(وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ) .۴

التّفسير :

فى الميزان في تفسير القرآن : «قوله تعالى‏ : (فإذا النُّجومُ طُمِسَتْ - إلى قوله : - أُقِّتَتْ) بيان لليوم الموعود الذي أخبر بوقوعه في قوله : (إنَّما توعَدونَ لَواقِعٌ) ... وقد عرّف سبحانه اليوم الموعود بذكر حوادث واقعة تلازم انقراض العالم الإنسانيّ وانقطاع النظام الدنيويّ ، كانطماس النجوم وانشقاق الأرض واندكاك الجبال وتحوّل النظام إلى‏ نظام آخر يغايره ... وقد عُدّت الاُمورالمذكورة فيها في الأخبار من أشراط الساعة .
ومن المعلوم بالضرورة من بيانات الكتاب والسنّة أنّ نظام الحياة في جميع شؤونها في الآخرة غير نظامها فِي الدنيا ، فالدار الآخرة دار أبديّة فيها محض السعادة لساكنيها لهم فيها ما يشاؤون ، أو محض الشقاء وليس لهم فيها إلّا ما يكرهون ، والدار الدنيا دار فناء وزوال لا يحكم فيها إلّا الأسباب والعوامل الخارجيّة الظاهريّة ، مخلوط فيها الموت بالحياة ، والفقدان بالوجدان ، والشقاء بالسعادة ، والتعب بالراحة ، والمُساءه بالسُّرور ، والآخرة دار جزاء ولا عمل ، والدنيا دار عمل ولا جزاء، وبالجملة: النشأة غير النشأة.
فتعريفه تعالى‏ نشأةَ البعث والجزاء بأشراطها - التي فيها انطواء بساط الدنيا بخراب بنيان أرضها ، وانتساف جبالها ، وانشقاق سمائها ، وانطماس نجومها إلى‏ غير ذلك - من قَبيل تحديد نشأة بسقوط النظام الحاكم في نشأة اُخرى‏ ، قال تعالى‏ : (ولَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الاُولى‏ فَلَولا تَذَكَّرونَ)۵» .

1.الميزان في تفسير القرآن : ۲۰/۲۲۳ .

2.المرسلات : ۸ .

3.التكوير : ۱ ، ۲ .

4.الانفطار : ۲ .

5.الواقعة : ۶۲ .

الصفحه من 16