المعاد (أشراطُ الساعة) - الصفحه 12

فطيّ السماء على‏ هذا رجوعها إلى‏ خزائن الغيب بعد ما نزلت منها وقُدّرت ، كما قال تعالى‏ : (وَإِنْ مِنْ شَيْ‏ءٍ إِلّا عِنْدَنا خَزائنُهُ وَما نُنَزِّلُهُ إِلّا بِقَدَرٍ مَعْلومٍ)۱ ، وقال مطلقاً : (وإلى اللَّهِ الْمَصيرُ)۲ ، وقال : (إنَّ إلى‏ رَبِّكَ الرُّجْعى‏)۳.
ولعلّه بالنظر إلى‏ هذا المعنى‏ قيل : إنّ قوله : (كَما بَدَأنا أوَّلَ خَلقٍ نُعيدُهُ) ناظر إلى‏ رجوع كلّ شي‏ء إلى‏ حاله التي كان عليها حين ابتُدئ خلقه ، وهي أ نّه لم يكن شيئاً مذكوراً ، كما قال تعالى‏ : (وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبلُ وَلَمْ تَكُ شَيئاً)۴ ، وقال : (هَلْ أَتى‏ عَلَى الإِنسانِ حينٌ مِنَ الدَّهرِ لَم يَكُنْ شَيْئاً مَذكوراً)۵ . ۶

2940 - نَفخَةُ القِيامِ‏

الكتاب :

(وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلَّا مَن شاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذا هُمْ قِيامٌ يَنْظُرُونَ) .۷

(وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ * وَجاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَها سائِقٌ وَشَهِيدٌ) .۸

(وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذا هُمْ مِنَ الأَجْداثِ إِلَى رَبِّهمْ يَنْسِلُونَ* قالُوا يا وَيْلَنا مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا هَذا ما وَعَدَ الرَّحْمنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ * إِنْ كانَتْ إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً فَإِذا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ) .۹

الحديث :

۱۴۵۹۸.رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله : إنَّ ابنَ آدَمَ لَفي غَفلَةٍ عَمّا خُلِقَ لَهُ ، إنَّ اللَّهَ إذا أرادَ خَلقَهُ قالَ لِلمَلَكِ : اُكتُبْ رِزقَهُ ، اُكتُبْ أثَرَهُ ، اُكتُبْ أجَلَهُ ، شَقِيّاً أم سَعيداً ، ثُمَّ يَرتَفِعُ ذلكَ المَلَكُ ، ويَبعَثُ اللَّهُ مَلَكاً فيَحفَظُهُ حَتّى‏ يُدرِكَ ثُمَّ يَرتَفِعُ ذلكَ المَلَكُ . ثُمَّ يُوَكِّلُ اللَّهُ بِهِ مَلَكَينِ يَكتُبانِ حَسَناتِهِ وسَيِّئاتِهِ . فإذا حَضَرَهُ المَوتُ ار تَفَعَ ذلكَ المَلَكانِ ، وجاءَ مَلَكُ المَوتِ لِيَقبِضَ رُوحَهُ . فإذا اُدخِلَ قَبرَهُ رُدَّ الرّوحُ في جَسَدِهِ وجاءَهُ مَلَكا القَبرِ فَامتَحَناهُ ثُمَّ يَرتَفِعانِ . فَإذا قامَتِ السّاعَةُ انحَطَّ عَلَيهِ مَلَكُ الحَسَناتِ ومَلَكُ السّيِّئاتِ فبَسَطا كِتاباً مَعقوداً في عُنُقِهِ ، ثُمَّ حَضَرا مَعَهُ واحِدٌ سائقٌ وآخَرُ شَهيدٌ

1.الحجر : ۲۱ .

2.آل عمران : ۲۸ .

3.العلق : ۸ .

4.مريم : ۹ .

5.الدهر : ۱ .

6.الميزان في تفسير القرآن : ۱۴/۳۲۸ .

7.الزمر : ۶۸ .

8.ق : ۲۰ و ۲۱ .

9.يس : ۵۱ - ۵۳ .

الصفحه من 16