أمَا إنّكُم سَتَلْقَوْنَ بَعْدي ذُلّاً شامِلاً ، وسَيْفاً قاطِعاً ، وأَثَرَةً يَتَّخِذُها الظّالِمونَ فِيكُم سُنَّةً .۱
۴۸۲۶.عنه عليه السلام : وقد كُنتُ نَهَيْتُكُم عن هذهِ الحُكومَةِ فأبَيْتُم عَلَيَّ إباءَ المُنابِذينَ (المُخالِفينَ)، حتّى صَرَفْتُ رَأيي إلى هَواكُم ، وأنْتُم مَعاشِرُ أخِفّاءُ الهَامِ ، سُفَهاءُ الأحْلامِ ، ولَم آتِ - لا أباً لَكُم - بُجْراً، ولا أرَدْتُ لَكُم ضُرّاً .۲
۴۸۲۷.شرح نهج البلاغة : ذَكرَ أبو جعفرٍ محمّدُ بنُ جريرٍ الطَّبريُّ في «التّاريخ»: أنَّ علِيّاً عليه السلام لَمّا دَخَلَ الكوفَةَ دَخَلَها مَعهُ كَثيرٌ مِن الخَوارِجِ ، وتَخَلّفَ مِنهُم بالنُّخَيْلَةِ وغَيرِها خَلْقٌ كَثيرٌ لَم يَدْخُلوها، فدَخَلَ حُرْقوصُ ابنُ زُهَيرٍ السَّعْديُّ وزُرْعَةُ بنُ البُرجِ الطائيُّ - وهُما مِن رُؤوسِ الخوارِجِ - على عليٍّ عليه السلام ، فقالَ لَهُ حُرْقوصٌ : تُبْ مِن خَطيئَتِكَ ، واخْرُجْ بِنا إلى مُعاويَةَ نُجَاهِدْهُ ، فقالَ لَه عليٌّ عليه السلام : إنّي كنتُ نَهَيْتُكُم عَنِ الحُكومَةِ فأبَيْتُم ، ثُمّ الآنَ تَجْعَلونَها ذَنْباً ؟! أمَا إنّها لَيستْ بمَعْصيَةٍ ، ولكنّها عَجْزٌ مِن الرّأيِ وضَعْفٌ في التَّدْبيرِ ، وقد نَهَيْتُكُم عَنهُ . فقالَ زُرعَةُ : أمَا واللَّهِ لَئنْ لَمْ تَتُبْ مِن تَحْكيمِكَ الرِّجالَ لأقْتُلَنّكَ ، أطلُبُ بذلكَ وَجْهَ اللَّهِ ورِضْوانَهُ ! فقالَ عليٌّ عليه السلام : بُؤْساً لكَ ، ما أشْقاكَ ! كأنّي بِكَ قَتيلاً تَسْفي علَيكَ الرِّياحُ ! قالَ زُرعَةُ : وَدِدْتُ أ نَّهُ كانَ ذلكَ !۳
(انظر) شرح نهج البلاغة : 2 / 206 وج 8 / 103 و ج 17 / 12 ، نهج السعادة : 2 / 325 - 345 ، 356 ، 368 ، 375 ، 392 .
1012 - إخبارُ الإمامِ بمَصيرِ الخَوارجِ
۴۸۲۸.الإمامُ عليٌّ عليه السلام- في حَربِ الخوارجِ -: مَصارِعُهُم دُونَ النُّطْفَةِ ، واللَّهِ لا يُفْلِتُ مِنهُم عَشَرَةٌ ، ولا يَهْلِكُ مِنكُم عَشَرَةٌ .۴
۴۸۲۹.عنه عليه السلام : احْمِلوا علَيهِم ، فوَاللَّهِ لا يُقْتَلُ مِنكُم عَشَرَةٌ ، ولا يَسْلَمُ مِنهُم عَشَرَةٌ . فحَمَلَ علَيهِم فطَحَنَهُم طَحْناً ، قُتِلَ مِن أصْحابِهِ عليه السلام تِسْعَةٌ ، وأفْلَتَ مِن
1.نهج البلاغة : الخطبة ۵۸ .
2.نهج البلاغة : الخطبة ۳۶ .
3.شرح نهج البلاغة : ۲/۲۶۸ .
4.نهج البلاغة : الخطبة ۵۹ .