المناهج الروائية عند شريف المرتضي صفحه 0

تصدير

من المعروف أنّ الحديث الشريف قد مَرَّ منذ نشأته إلى يومنا هذا بمنعطفات وتقلّبات ، والذي يتكفّل بتسليط الضوء على هذا المسار وبيان خصائصه هو تاريخ الحديث ، ومن المباحث المهمّة الاُخرى التي يتناولها تاريخ الحديث أيضا كيفية ظهور الحديث ، وطريقة تعاطي أصحاب رسول اللّه والأئمّة الأطهار ـ صلوات اللّه عليهم ـ معه ، وكذا الاُسلوب الذي تلقّى به العلماء الكبار هذا المصدر المهمّ والأساسي للشريعة .
إنّ دراسة تاريخ الحديث شرط لازم للنهوض بعملية التحقيق الصحيح في الحقول المختلفة لعلوم الحديث ؛ وذلك لأنّ موضوع الحديث ظاهرة تاريخية ولا يمكن إجراء بحث دقيق دون أخذ مساره التاريخي بنظر الاعتبار ، ومن المؤكّد أنّ دراسة سند الحديث أو متنه وكلّ ما يتعلّق به دراسة جزئية لا تأخذ بنظر كلّ تاريخ الحديث أو جوانب منه ، وتعدّ في الواقع دراسة افتراضية وانتزاعية ، وفي الكثير من الحالات تكون هناك خشية أن تأتي نتيجة هذه الدراسات بعيدة عن الواقع .
وعلى صعيد آخر تعرّض الحديث ـ باعتباره ظاهرة تاريخية ـ لهجوم الشبهات التاريخية أيضا ، ولا يمكن تفنيد هذه الشبهات دون إجراء دراسة في تاريخ الحديث .
ومن الطبيعي أنّ اتصال الحديث بعصر المعصوم وبقائه مصونا من تحريف الأعداء الصريحين والمبطّنين ، ممّا يجب إثباته بالدراسة التاريخية من أجل أن
يكون للحديث دعامة علمية رصينة .
وانطلاقا من هذه الضرورة فقد عقد قسم تاريخ الحديث في مركز بحوث دار الحديث ، العزم على النهوض بدراسة شاملة في هذا المجال ، ولكن بما أنّ الأساليب القديمة في تدوين تاريخ الحديث لم تكن ذات شمولية كافية ، ولهذا قررنا إجراء دراسة لآثار كبار محدّثي الشيعة الذين طرحوا على مدى القرون المختلفة للثقافة الإسلامية آراءً أساسية في موضوع الحديث للتعرّف على المنعطفات في تاريخ الحديث ، ونطرح في أعقابها اُسلوبا جديا في تدوين تاريخ الحديث .
وبما أنّ الشريف المرتضى المعروف بعَلَم الهدى ( ت 436ه ) كان من المحقّقين الكبار وصاحب مدرسة في العلوم الإسلامية ، واضطلع بدور لا يُستهان به في عهد ازدهار المدرسة الحديثية في بغداد ، فقد اقترحنا على فضيلة الباحث وسام الخطاوي إجراء تحقيق في المنهج الحديثي عند السيّد الشريف المرتضى قدس سره فتَقَبَّل المقترح وتكفّل بإنجاز هذه الدراسة .
وهذا الكتاب الذي بين أيديكم هو حصيلة لما قام به من جهد وتحقيق في هذا المضمار ، واستُكمِل هذا العمل في قسم تاريخ الحديث إلى أن أعطى هذه الثمرة .
ونودّ أن نَعرِبَ ضمن شكرنا للباحث المحترم والزملاء في القسم المذكور ، عن أمانينا لهم بمزيد من الموفقية ، كما نرجو من القرّاء الكرام وأصحاب النظر الأعزاء أن يجودوا علينا بما لديهم من إرشادات وآراء .
محمّد كاظم رحمان ستايش
معاونية البحوث والتعليم في
مركز بحوث دار الحديث

المناهج الروائية عند شريف المرتضي صفحه 1

تصدير

من المعروف أنّ الحديث الشريف قد مَرَّ منذ نشأته إلى يومنا هذا بمنعطفات وتقلّبات ، والذي يتكفّل بتسليط الضوء على هذا المسار وبيان خصائصه هو تاريخ الحديث ، ومن المباحث المهمّة الاُخرى التي يتناولها تاريخ الحديث أيضا كيفية ظهور الحديث ، وطريقة تعاطي أصحاب رسول اللّه والأئمّة الأطهار ـ صلوات اللّه عليهم ـ معه ، وكذا الاُسلوب الذي تلقّى به العلماء الكبار هذا المصدر المهمّ والأساسي للشريعة .
إنّ دراسة تاريخ الحديث شرط لازم للنهوض بعملية التحقيق الصحيح في الحقول المختلفة لعلوم الحديث ؛ وذلك لأنّ موضوع الحديث ظاهرة تاريخية ولا يمكن إجراء بحث دقيق دون أخذ مساره التاريخي بنظر الاعتبار ، ومن المؤكّد أنّ دراسة سند الحديث أو متنه وكلّ ما يتعلّق به دراسة جزئية لا تأخذ بنظر كلّ تاريخ الحديث أو جوانب منه ، وتعدّ في الواقع دراسة افتراضية وانتزاعية ، وفي الكثير من الحالات تكون هناك خشية أن تأتي نتيجة هذه الدراسات بعيدة عن الواقع .
وعلى صعيد آخر تعرّض الحديث ـ باعتباره ظاهرة تاريخية ـ لهجوم الشبهات التاريخية أيضا ، ولا يمكن تفنيد هذه الشبهات دون إجراء دراسة في تاريخ الحديث .
ومن الطبيعي أنّ اتصال الحديث بعصر المعصوم وبقائه مصونا من تحريف الأعداء الصريحين والمبطّنين ، ممّا يجب إثباته بالدراسة التاريخية من أجل أن
يكون للحديث دعامة علمية رصينة .
وانطلاقا من هذه الضرورة فقد عقد قسم تاريخ الحديث في مركز بحوث دار الحديث ، العزم على النهوض بدراسة شاملة في هذا المجال ، ولكن بما أنّ الأساليب القديمة في تدوين تاريخ الحديث لم تكن ذات شمولية كافية ، ولهذا قررنا إجراء دراسة لآثار كبار محدّثي الشيعة الذين طرحوا على مدى القرون المختلفة للثقافة الإسلامية آراءً أساسية في موضوع الحديث للتعرّف على المنعطفات في تاريخ الحديث ، ونطرح في أعقابها اُسلوبا جديا في تدوين تاريخ الحديث .
وبما أنّ الشريف المرتضى المعروف بعَلَم الهدى ( ت 436ه ) كان من المحقّقين الكبار وصاحب مدرسة في العلوم الإسلامية ، واضطلع بدور لا يُستهان به في عهد ازدهار المدرسة الحديثية في بغداد ، فقد اقترحنا على فضيلة الباحث وسام الخطاوي إجراء تحقيق في المنهج الحديثي عند السيّد الشريف المرتضى قدس سره فتَقَبَّل المقترح وتكفّل بإنجاز هذه الدراسة .
وهذا الكتاب الذي بين أيديكم هو حصيلة لما قام به من جهد وتحقيق في هذا المضمار ، واستُكمِل هذا العمل في قسم تاريخ الحديث إلى أن أعطى هذه الثمرة .
ونودّ أن نَعرِبَ ضمن شكرنا للباحث المحترم والزملاء في القسم المذكور ، عن أمانينا لهم بمزيد من الموفقية ، كما نرجو من القرّاء الكرام وأصحاب النظر الأعزاء أن يجودوا علينا بما لديهم من إرشادات وآراء .
محمّد كاظم رحمان ستايش
معاونية البحوث والتعليم في
مركز بحوث دار الحديث